عزيزتي المرأة...هل تخطبين لزوجك؟

بعد سنوات من العطاء والتضحيات الكبيرة تجد بعض النساء أنفسهن في مأزق حقيقي بسبب اختيارات أحلاها مر وجارح لكرامتها الإنسانية. منى (أم لطفلين) واحدة من هؤلاء النسوة اللواتي عشن حياة سعيدة قبل أن يداهمها المرض ويخضعها لتنازلات لم تكن تتخيل أن تقدم عليها يوما، لكن الظروف وقلة صبر الزوج أرغماها على تقبل المستحيل. فبعد أن طال مرضها لمح لها زوجها برغبته في الزواج من ثانية، لكنها رفضت في بداية الأمر وحاولت أن توضح له أن الفكرة مستحيلة. فانتقل الزوج من التلميح إلى التهديد بالطلاق مدعوما بأهله الذين شجعوه على التمسك بحقه الشرعي وغض النظر عن مشاعر زوجته وحالتها المرضية المتدهورة. رضخت منى لتهديداته ووافقت على زواجه من أخرى لتحافظ على أسرتها وأطفالها. وتلقت نصيحة من إحدى قريباتها بأن تختار هي لزوجها العروس المناسبة حتى تضمن رضى زوجها وحتى تبقي على مكانتها داخل البيت. وتقول منى "لقد اضطررت لخطبة عروس لزوجي كحل أفضل من أن يتزوج بامرأة لا أعرفها قد تحطم حياتي الزوجية بالمرة. فوقع اختياري على قريبتي اليتيمة التي كانت في حاجة لمن يسترها ويعليها."

وترى فدوى موظفة متزوجة أن "المشكلة الحقيقية لا تكمن في أن الرجل غير قادر على تحمل مرض زوجته أو طباعها إذا كانت سيئة، بل إن المجتمع الذكوري هو الذي يحرضه باستمرار على اللاصبر وعلى الانتصار لأناه مخلفا حوله دمارا شاملا للمشاعر الإنسانية. المجتمع الذكوري يصنع منه وحشا تحت غطاء حقوقه الشرعية ويوهمه بأنه انسان فاضل يتعرض للعرقلة من طرف عديمي الإيمان بقدسية نزواته. إن هذا المجتمع يتفنن في قهر المرأة ويستحق أن ينال جائزة نوبل في سحق إنسانية المرأة ووضعها في موقع الجلاد على الدوام حتى وإن كانت مريضة تشارف على الموت.

وتضيف فدوى "في نظري الشخصي لا يوجد امرأة عاقلة توافق على زواج زوجها بل وتقوم هي بنفسها بالخطبة له فهذا نوع من الجنون. إن مشاعر الغيرة والحقد سوف تأكلها كلما رأت الزوجة الأخرى ولكن هناك البعض يضطر إلى الاستمرار رغم زواج الزوج وتقبل الوضع الجديد على أعصابها محافظة على بيتها ولتربية أولادها في وجود الأب أو للمحافظة على الشكل الاجتماعي، ولكن الأكيد أن تلك المرأة ستكون أتعس امرأة على ظهر الأرض وتعيش حياتها بجرح غائر في كرامتها وأنوثتها لأن هناك أخرى تشاركها زوجها."

وعلى النقيض تماما فإن ليلى (صدلانية عازبة) تلقي باللوم على النساء وتقول " أنا لا ألقي باللوم على الزوج فربما تكون الزوجة هي السبب الرئيسي في ذلك كأن تكون بعيدة عنه أو مشغولة أكثر من اللازم بالأولاد أو تكون متعجرفة ولا تقيم حوارا معه ولا تعرف احتياجاته أو تكون نكدية وتثير المشاكل فلا يجد هذا الرجل راحته ولا سعادته فيتجه للبحث عن أخرى."