ڭاع يْغَلْبُونِي أُو أًنًا نًغْلًبْ عْوِيشًا خْتِي

يروج في الآونة الأخيرة دوي سخط عارم على انتكاسة منتخبنا الوطني, نظرا للنتائج السلبية –المتوقعة- التي صار يحصدها مقابلة تلو الأخرى, و بطولة تلو شبيهتها, و تجد من يحمل المسؤولية الكاملة لغيريتس, و الآخر يرى بأنه غير مؤهل أصلا للقيادة, و آخرون يشككون في قدرته على قيادة المنتخبات و يستدلون بأن كل انجازاته كانت مع فرق محلية, لكن ما يجمع الكل على وجوبه هو رحيله و اقالته, قبل أن يضيع حلم المغاربة في الوصول إلى البرازيل, و هو الأمر الذي جعل من عقلي يحير في ثنايا سير منتخبا منذ انجاز ذارف الدموع حبا في تراب الوطن بادوا الزاكي, لأجد نفسي أمام تساؤلات تبدوا بديهية الجواب بالنسبة لي لكن أجد مقابلها تيها في ظلام الاستغراب ممن غابت عن ادراكه.

فاز تروسيه مع منتخب اليابان بكأس آسيا سنة 2000, و حقق المرتبة الثانية في كأس القارات في السنة الموالية, كما تأهل للدور السادس عشر من نهائيات كأس العالم عام 2002, و حل في المرتبة الرابعة في كأس افريقيا للأمم مع بوركينا فاسو سنة 1998, ناهيك عن العديد من الإنجازات مع فرق محلية افريقية كبطولة الكوت ديفوار اربع مرات متتالية و كأس الكوت ديفوار مع اسيك ميموزا, عمر تروسيه حل بالمغرب سنة 2005 ليخلف بادو الزاكي, لكن أقيل بعد مرور شهرين فقط.

محمد فاخر مدرب مغربي له من الإنجازات الكثير, فقد فاز بلقب البطولة المغربية مع حسنية أكادير لسنتين متواليتين 2002 و 2003, و احتل مركز الوصيف مع الجيش الملكي ثم حقق معه اللقب في السنة الموالية ثم كأس الإتحاد الإفريقي. و اعتبر فاخر مدرب الطوارئ مع المنتخب المغربي فلم تتح له الفرصة كاملة.

روجيه لومير أول مدرب بالعالم يحقق لقبين قاريين, إذ حقق لقب كأس أوروبا للأمم مع المنتخب الفرنسي سنة 2000 و كأس القارات سنة 2001, و لقب كأس الأمم الإفريقية مع المنتخب التونسي سنة 2004, و كان قد حقق لقب كأس العالم مع منتخب بلاده سنة 1998 في مركز مساعد مدرب. أقيل لومير من الإدارة التقنية للمغرب بعد تسعة مباريات فقط.

هنري ميشيل مدرب بسيرة ذاتية مغرية جدا, فاز بذهبية الألعاب الأولمبية بلوس أنجيليس عام 1984 مع منتخب فرنسا الأولمبي, ثم قاد منتخب الديوك للكبار إلى المركز الثالث في كأس العالم 1986, و احرز لقب الدوري المغربي و كأس الإتحاد الإفريقي مع الرجاء البيضاوي, و بلغ المباراة النهائية مع منتخب الكوت ديفوار في بطولة افريقيا سنة 2006, أما في ما يخص غصتنا المثمتلة في الوصول إلى المونديال فقد بلغها الفرنسي المخضرم بدون حرج في العديد من المرات, كما أنه أشرف على أندية و منتخبات كبيرة. "لكن مضغه للعلكة كان كفيلا ربما لإقالته من المنتخب المغربي".

كما تعاقبت أسماء أخرى على منتخبنا الوطني كالمدرب المحنك فتحي جمال الغني عن التعريف, الذي كان مآله حال كل الطاقات المغربية التي ينادى عليها فقط لسد الحاجة. و لا ننسى التركيبة الرباعية, الإبداع المغربي الصرف في التعامل مع الأزمات, فقد استنبط المسؤولون عن الكرة ببلادنا حكمة من المثل المغربي القائل "الحْمِيَة تَغْلَب سْبَع", فقرروا أن يجعلوا "لحْمِيَة" في صف الأسد لكي يتفادوا نقطة ضعفه الوحيدة المذكورة بالمثل, لكن و كالعادة لا جديد يذكر لأن الأسد انهزم مجددا "مع حْميْتُوا".

حاولت أن اعود بكم إلى تعريفات المدربين الذين مروا من نفس مكان غيريتس حتى أتأمل معكم مكمن العيب و الخلل في المنتخب, و لأطرح تساؤلاتي المردود عليها بكل وضوح في تصوري, هل كل هؤلاء المدربين هم دون المستوى؟؟ ألا نجد بأن هناك تنوعا في أصناف و مدارس من مروا على إدارتنا التقنية؟؟ غيرنا المدربين من الأجنبي إلى المحلي و من المحلي إلى الأجنبي, من أصحاب الانجازات الإفريقية إلى الإنجازات العالمية, أليس هذا التنوع كافيا لتحقيق الألقاب؟؟ ألا يمكن أن تحسب الخسارة على الرياضي الأول المنتسب له كل إنجاز يحقق؟؟

المشكل هو أكبر من مدرب, المشكل في جامعة مسيرة و وزارة مدَبرة, و لوبي فساد قوي و كبير يستشري في وطني, فلم يترك حتى الرياضة –كْرُوش لَحْرَام مَا خَلَاوْ سياسة و لا اقتصاد أو حتى في الرياضة دَارُو مْعَانَا الاكتضاض- فليذهب غيريتس أو يبقى ليس ذاك هو المطلوب, و الأولى علينا أن نضغط لأجل تنقية الحقل الرياضي من كل المندسين و أصحاب المصالح و المختلسين, و استئصال المرض من جذوره.

نعم, ما تعيشه الرياضة عموما بالمغرب هو نفسه ما تعاني منه كل المجالات الأخرى, رشاوى و اختلاسات و وجهيات و نفوذ أصحاب المال و السلطة و المصالح, في مصلحة المنتفعين منها أن يغير المدربون كل سنة, بل كل شهر, و إن أمكن كل يوم, لأن لهم نصيب خيالي في كل صفقة تعاقد مع مدرب.

و لأكون صريحا مع كل المطالبين برحيل غيريتس, أولى لنا أن يبقى حتى لا نصرف الشرط الجزائي الكبير المضمن بعقده, و لكي لا نزيد على طين المصاريف العشوائية ماء التعويض الكبير, و لنصرخ مطالبين بتنقية المجال الرياضي –المتنفس الوحيد للشعب- من كل ناهبي المال العام, و لنتح الفرصة للعقول المغربية الضائعة لتبدع كأمثال حرمة الله –المنظر لخط سير كرة القدم بقطر- و كسعيد

عويطة الذي استفادة منه استراليا و البحرين خير استفادة, و الكثير من المواهب و الطاقات المهمشة من بني شعبنا الغالي و لكي نحطم القاعدة المنطبقة علينا نحن المغاربة القائلة: " ڭاع يغلبونا أو حنا تنغلبوا المدرب".
منقووووووووووووووووووول